للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ما لم يأت التغيير من جانبهم. ما حيلة السيدة زينب فيما لا يريده الله.

وطفرت من عيني سعدية دموع حرى. دموع لم تعرفها منذ فقدت أهلها أول مرة. وهؤلاء هم أهلها على بعد خطوات منها. هل تذهب إليهم وترتمي عليهم؟ إن ثيابها وزينتها وسحنة وجهها ونغمة صوتها كلها مطبوعة بطابع داعر. وهي إن ذهبت إليهم فسينكرونها حتماً ولن يعرفونها أبداً، وإن استطاعت أن تعرفهم بها فلن يمحو عنهم عارها إلا قتلها. خير ألف مرة لهم ولها أن يبقوا على ظنهم من أنها لقيت حتفها صغيرة على براءة وطهر، أو أنها، إن كانت تعيش، فعلى أي حال غير هذه الحال.

وأشاحت بوجهها عنهم وولت مدبرة.

لقد كانت طفلة ضالة، وهي اليوم امرأة ضالة.

عبد المغني علي حسين

<<  <  ج:
ص:  >  >>