رغم هذا الحذاء الممزق الذي تموج فيه قدماه، وهو - هو هذا الحذاء - كان يوقظ الرحمة والشفقة في قلوب الذين يرونه فيمنحونه بعض الخبز واللبن يبلغ بهما
وبلغ دار عمه وقد أجهده المسير وأضناه التعب، ولكن الأمل كان يشرق في عينيه فيدفعه إلى الأمام. . . لقد مات عمه منذ ساعات قليلة، وراحت الخادم تنظر إليه في دهشة وهي تعجب:(أأنت ابن أخيه حقاً؟ لماذا لم تسرع إلى هنا؟) ولكنه وقف صامتاً، فاندفعت هي تقول:(لقد أرسل إليك منذ ثلاثة أيام وانتظر. . . انتظر طويلاً وهو يذكرك، ثم بدا له أنك نسيته ففقد الأمل. وحين أحس بالموت يكاد يقصم عوده أوصى بكل ما يملك إلى اليتامى من أبناء البحارة). . .
فارتد إيليا إلى داره يحمل إلى زوجته الحبيبة إلى نفسه خيبة الرجاء وضيعة الأمل وهو لا يستطيع أن يقول شيئاً. . .