داست فيه إنكلترا المعاهدات الدولية وتعلقت بأوهى الأسباب. وضربت مدينة الإسكندرية فاقترفت بذلك سبة الاعتداء على أمة لم يكن بينها وبينها إلا السلام واجترحت إثم التهجم على بلاد لم تناوئها الحرب. ولم تبادئها بالعدوان والخصام). ثم نراه يرسل زفرة الأسى محيياً أبطال مصر وضحايا يوم ١١ يوليه فيقول (فحيا الله أولئك الأبطال الذين راحوا ضحية الدفاع عن الأوطان، وتغمدهم برحمته ورضوانه)
وكذلك ترى حدب الأمير على مصر يحدو به أن يذكر شهادة الأعداء ببطولة مصر فيحدثنا عن الماجور تلك أنه دهش من بطولة جنود مصر حتى وثب إلى حافة السفينة ورفع يده قائلاً: لقد أجدت العمل أيها الجندي المصري.
ثم يروى عن الأميرال سيمون قائد الأسطول إذ يقول في تقرير يرفعه إلى سكرتير الأميرالية (ولقد قاتل المصريون قتال الأبطال بأقدام ثابتة). ثم يختم أميرنا الجليل شهادة الأعداء لأبطال مصر بالأسف على الشهداء، وعلى الوطن فيقول (رحمهم الله وعزانا وعزى هذا الوطن الأسيف) ذلك قل من كثر. وغيض من فيض من الوطنية في كتاب الأمير.
وإن في الكتاب من وراء ذلك لضبطاً ونقلاً عن مصادر لا تلين قناتها لغير الأمير حين يعتمد دار المحفوظات المصرية، وحين ينقل عن تقرير القائد الأمريكي (جون دريتش) الذي قدمه لحكومته، ثم نرى الأمير ينقل عن الإثبات، فيروى عن ابن عبد الحكم مما ذكره في كتابه (فتوح مصر)، وعن خليل شاهين الظاهري مما سطره في كتابه (كشف الممالك)، وعن صاحب الخطط التوفيقية، وغير هاتيك المراجع التي ذكرها الأمير وذكر صفحاتها، فأرانا كيف يكون الضبط، وكيف يكون البحث العلمي الدقيق. فلتهنأ الأمة بأميرها.