(أفلاطون)، أنه أتى إلى (روما) ليشرف على تربية الإمبراطور الفيلسوف مارك أوريل وأخيه في التبني (نرفوس) وأنه بعد أن صار قنصلاً، وبعد أن جمع ثروة ضخمة، عاد إلى (آتينا)، حيث بنى عدة مبان هامة، لا يزال قائماً منها إلى اليوم (أوديون أتيقوس) الشهير بسفح (الأكروبول) وإذا، (فأتيقوس) يوناني، ولغته هي اليونانية
وإذا ذكرنا أن (كومودوس) هو ابن (مارك أوريل) وأن (أتيقوس) قد أشرف أيضاً على تربيته، كما اشرف على تربية أبيه، وإذا كان من الممكن أن يكون (قومودس) إمبراطور روما كتب إلى (أتيقوس) باللغة اليونانية يطلب إليه كتباً وأشعاراً، وأن العرب قد علموا بذلك - مترجماً عن اليونانية - ترجمة لا نعلم مبلغ دقتها فأي غرابة في أن يكونوا قد جعلوا من (أتيقوس) شاعراً يونانياً، ومن (قومودوس) ملكاً لليونان، ما دام مصدرهم كان يونانياً وما دام (التوحيدي) يورده علي سبيل الرواية؟ وهل العرب كانوا يعرفون شيئاً دقيقاً عن الشعراء اليونان ومعلمي البلاغة عندهم، حتى نستبعد أن يخلطوا بين الشاعر ومعلم البلاغة، أو أن يستنتجوا من يونانية النص أنه تبودل بين يونانيين؟
وأما قصة (الكراكي)، فقصة لا اثر لها فيما عثرت به من كتب اليونان، فهي خرافة لا نعلم عن نسبتها إلى قومودوس وأتيقوس شيئا، وإن يكن هناك احتمال في أن تكون من بين الأساطير الكثيرة التي راجت عن وفاة الشاعر اليوناني الكبير لوسيان المعاصر لقومودوس وأتيقوس
وهكذا يتضح أن القراءة التي نظمها أقرب ما تكون إلى الصحة، هي قومودوس وأتيقوس اللهم إلا أن تكون عند الأستاذ كرواس معرفة خاصة بأبقوس الشاعر اليوناني، وذلك ما ننتظره منه إن تفضل فجاد بعلمه الغزير
ولعل في هذه القراءة ما يطمئن إليه - ولو مؤقتاً - الأب الفاضل إلى أن يقترح غيرنا قراءة أصح