(وقد يلتبس بالمردف ما ليس بمردف، فيجتنبه الشعراء مثل (فيهم) مع (منهم) وهو جائز، لأن الهاء ليست رويَّا فتكون الياء ردفاً، وإنما الروي الميم): أي أن ياء (فيهم) لم تقع قبل حرف الروي (الميم) مباشرة، بل فصلت بينهما الهاء؛ فالياء هنا ليست ردفاً بسبب ذلك الفصل. . .
ونحن لم نضف هذه الياء إلى باب الردف إلا أخذاً بإجماع الشعراء، وهم إدراكاً لدقائق العروض من (العروضيين) أنفسهم. ولئن كان ابن رشيق شاعراً أيضاً، إلا أنه اصدر حكمه هذا وهو لا بس ثوب (العروضيين) ومتحدث بمنطقهم؛ وما نظن أنه أتى في شعره بمثل الذي أجازه هنا. . .
ثم إننا نحاسب الأستاذ محمود حسن إسماعيل باعتباره شاعراً مرهف الإحساس. . . لا نظَّاماً ولا عروضيَّاً
على أن قصيدته إن خلت من الردف ومن سنادِه، وفقاً للقاعدة العروضية فهي لم تخل من التأسيس - في بعض أبياتها دون بعض - كما أشرنا إلى هذا في كلمتنا السابقة؛ وعليه فيكون السناد الذي تطوق إليها، وهو سناد التأسيس دون غيره من (أنواع السناد الخمسة) التي يتساءل عنها الأديب صاحب الكلمة
(جرجا)
محمود عزت عرفه
في كتاب (الإمتاع والمؤانسة)
. . . أُصحح للأب الفاصل أنستاس ماري الكرملي خطأ وقع فيه وهو قوله إن (هيردوس أتيقوس) روماني لا يوناني؛ فهذا ابعد في الخطأ من استنكاره أن يعتبر (تيودسيوس) يونانياً، وذلك لأن (أتيقوس) هذا أي (الآتيكي) نسبة إلى (آتيكا) مقاطعة آتينا (معلم خطابة)، أو على الأصح (معلن بلاغة) يوناني صميم ولد في ماراتون سنة ١٠١ بعد الميلاد وكان أبوه (آتينا) صميماً تولى القنصلية أيام (نرفا)، ولقد مات (أتيقوس) سنة ١٧٧م، ونحن نعرف عنه أنه أنفق شبابه في (آتينا)، وأنه درس بها الفلسفة آخذاً بمذهب