الطريقة الأولى، وهذه الطريقة هي طريقة بدائية. ولو أنك عهد إلى ممثل مبتدأ باعداد مناظر رواية كبيرة لما فكر إلا في اختبار مناظر كاملة البناء لكل فصل وكل منظر من مناظر الرواية. أما الطريقة الأخرى فلا يلجأ إليها إلا الفنان القوي الذي يتغلب على الصعاب ويلجأ إلى كل جديد؛ واعتقادي في عزيز أنه يستطيع هذا، ولكن لا أدري لم لا يفعل؟
والإضاءة عادية تحتاج إلى بعض العناية؛ ويجب على المخرج أن يستخدمها اكثر من ذلك لتساعد ممثليه على قوة التعبير. وهناك بعض الاضطراب في إضاءة منظر المقابر ولا أظنه إلا خطأ غير مقصود نتيجة الإسراع، وأرجو أن يتلافاه رجال المسرح كما أرجو ألا يضاء الستار الحريري بضوء قوي صارخ بعد المناظر المؤثرة لأن هذا الضوء يضيع الأثر الحزين من النفوس.
لا يتسع لي المجال للتحدث عن التمثيل بإفاضة، واكتفي اليوم بأن اذكر أن جميع الأفراد قد أدوا جهوداً كبيرة في سبيل نجاح هذه الرواية؛ ولكني أحب أن ألفت نظر الأستاذ جورج أبيض إلى أنه لم يكن مستذكراً دوره، فكان صوت الملقن يرتفع لأسماعه فيصل ألينا في المقاعد الخلفية؛ وموقفه كذلك مع عباس فارسالذي يعترف له بأنه القاتل لا يحتاج إلى هذه الثورة وهذا الإلقاء التراجيدي. والآنسة زوزو الحكيم عليها أن تعني بالإلقاء ومخارج الألفاظ وبتلوين جملها؛ أما الآنسة أمينة نور الدين فكانت تلقي جملها في خشونة تشبه خشونة الرجال، وأرجو أن تترفق بالنظارة قليلاً وتخفف من حدتها؟