التحقيق فيناديه قائلاً:(بوفير. انتصر) ويركع أمام أكثر الأفراد الذين ظهروا في المسرحية ويعترف بجريمته.
الإخراج والتمثيل
جهود كبيرة ومصروفات باهظة جعلت الرواية مظاهرة إخراج هائلة. ولقد أعجبنا بالمناظر كل إعجاب، كما أعجبنا بالتاج القيصري الذي يعلو الستار الحريري الجميل الذي يحمل الشعار القيصري ويفصل بين المنظر والآخر، والحق أن الجهد الذي بذله الأستاذ عزيز عيد يستحق الشكر.
ولكن، هل فكر المخرج قليلاً أن طريقته هذه في الإخراج تتعارض وأهم خصائص الفن الروسي وهي البساطة؟
إن تعدد المناظر وإصرار المخرج عل إظهارها كاملة البناء جعل التمثيل يمتدد بالنظارة حتى منتصف الساعة الثانية صباحاً، فكنا نشهد تمثيل المنظر في وقت قصير ونبقى طويلاً وطويلاً جداً في انتظار تهيئة المنظر الذي يليه، وهكذا كان يضيع الأثر الذي تركه التمثيل من ملل الانتظار الطويل. ولقد كان (المايسترو) المسكين الذي يدير فرقة الموسيقى يعيد ويكرر المقطوعة الواحدة حتى يشغل النظارة فأرهق وضاعت آثار قطعه التي تعب كثيراً في إعدادها، ولولا ذلك لاستسغناها وصفقنا لكل مقطوعة منها.
إن أهم واجبات المخرج أن يعمل على تركيز إخراجه حتى تأتي الرواية والتمثيل بالثر المطلوب، لا أن يتركها هكذا مفككة؛ وأظن أنه رأى معنا إخراج هملت وروميو وجولييت من الفرقة الايرلندية التي عملت في الموسم الماضي على مسرح الأوبرا. لقد كانت كما قلت في حديث سابق على صفحات (الرسالة) تعتمد على منظر واحد وتستعين بستار صغير وبالضوء في تبديل المنظر، وهذا لا يستغرق بضع ثوان. ولو أن الأستاذ عزيز عيد عمد إلى هذه الطريقة أو قارب بينها وبين طريقته لما أضطر إلى حذف أربعة مناظر حتى لا يتأخر التمثيل عن منتصف الثانية صباحاً. فهل للمخرج أن يترفق بالجمهور؟!
تحدث معي أحد المعجبين بالأستاذ عزيز مؤيداً وجهة نظره في عرض المناظر في بناء كامل فهو يراها خير من استعمال الستائر مع (الفوندو)، وإني أخالف هذا الرأي، فأن استخدام الطريقة الثانية أجل إذ هي تجعل الجمهور أكثر انتباها وأكثر استخداما لعقله من