للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أحست بضعف مميت يغمرها من رأسها لأخمصي قدميها وفكرت في أن تهرع إلى الخارج مستغيثة حين ارتفع صوت باتان قائلا:

- إنني لم أتناول طعامي بعد أيتها ال. .

كان الببغاء في قفصه يتابع كلماته، وهو يحدق فيها بعينين كجمرتين

ونظرت إليه والدهشة تغمرها ثم تمتمت:

- إذا. . إنه أنت. وتكلم الببغاء ثانية وهو يحرك رأسه انتظري. . انتظري قليلا. . فسألقى عليك درسا لتكوني أشد كسلا منك الآن

أي أحاسيس شعرت بها المرأة في تلك اللحظة؟. لقد شعرت تماما أن الرجل الميت قد بعث مرة أخرى. . بعث حيا في هيئة ذلك الببغاء إذا. . سيعود مرة أخرى لإهانتها. . كما كان في الماضي وسوف لا يمر يوم بهدوء. . وجيرانها. . سيعودون حتما للهزء بها والسخرية منها

أسرعت المرأة نحو القفص ففتحته وأخرجت الطائر الذي راح يدافع عن نفسه بمخالبه فيدمي يديها. . ولكنها لم تعبأ به. . وتهالكت فوقه على أرض الغرفة. . وراحت بكل قواها تضغط على رقبته حتى سكنت حركته

لم يعد يتحرك، لم يعد يتكلم ولكنه كان مستكينا استكانة الأبد بين ذراعيها، وجمعت الريشات الخضراء المتناثرة هنا وهناك بيد مرتجفة ووضعتها مع الجسد المسجي على الأرض في لفافة صغيرة. . ثم هرولت إلى لخارج عارية وقذفت الحزمة الحاوية لل. . . للشيء الميت في مياه البحر الهادئة. . . فبدت كحزمة من البرسيم الأخضر طافيةفوق المياه الزرقاء

وعادت ألي حجرتها فركعت على ركبتيها أمام قفص الطائر الميت. . وراحت تبكي

كانت تشعرا أنها ارتكبت إثما. . وأثما هائلا كأكبر الجنايات وحشية. . فابتدأت تدعو لله أن يغفر لها!

ع. ج

<<  <  ج:
ص:  >  >>