- إنني لم أره. . إذاً. . لابد أنني كنت أهيم في وادي الأحلام
أغمضت عينيها مرة أخرى في اللحظة التي ارتفع فيها صوت باتان كالرعد قائلا:
ألا زلت نائمة أيتها الملعونة؟
وقفزت من فراشها وقد انتابها فزع المرأة المطيعة التي ظلت أربعة أعوام كاملة وهي ترزح تحت عبء الذكرى الأليمة. . ذكرى العذاب الذي كان يسببه لها صوت ذلك الرجل الكريه. . هتفت:
- ها أنا ذي يا باتان. . ماذا تريد؟
ولم يكن هناك من جواب
وتلفتت حولها في دهشة. . ثم أخذت تبحث في كل مكان. . لكنها لم يجد أحدا. . وتهالكت على مقعد بالقرب منها وهي تحس بروح باتان ترفرف فوق رأسها. . وأخيرا تذكرت الحجرة الصغيرة الإضافية الواقعة فوق حجرة الطعام. . لابد أن يكون مختبئا هناك في انتظار مفاجأتها. . ثم. . ثم العودةإلى نفس الحياة القاسية التي كانت تحياها من قبل. . ونظرت إلى سقف الغرفة وهي تقول متسائلة
- هلل أنت فوق يا باتان؟
ولم يكن هناك من جواب
وتسللت إلى الخارج فأحضرت سلما تسلقته ونظرت في الحجرة الصغيرة لترى. . لتراه. . ولكنها لم تعثر عليه. . فجلست على الأرض وابتدأت تبكي وهي ترتعد. ومن أسفل جاءها صوت باتان يقول:
- أي جو وأي رياح. .؟ إنني لم أتناول وجبة الصباح بعد وصرخت المرأة من أعلى من أعلى قائلة:
- إنني هنا يا باتان. . ها أنا ذي في طريقي إليك لأعداد طعامك فلا تغضب. . ها أنا ذي آتية وهبطت السلم بسرعة فائقة ولكنها لم تجد أحد بانتظارها