إلى أوكارها. . في حين كانت المرأة تسير في شارع (اليهود) وقد لفت نظرها منزل قبطان عجوز. . كان يقف ببابه (دلال) ينادي على أثاث المنزل لبيعه. . وفي تلكاللحظة كان الرجل ممسكا بقفص قد استقر فيه ببغاء وهو يهتف:
- ثلاثة فرنكات. . طائر يتكلم كرجل القانون. . فقط ثلاثة فرنكات
وتمتمت ديزيريه لصديق كان يتأبط ذراعها:
- يجب عليك شراؤه فسيكون لك نعم السمير. إنني واثقة من أن ذك الطائر يساوي ثلاثين فرنكا ثقتي من أنك تستطيع بيعه ثانية بعشرين أو خمسة وعشرين فرنكا
وارتفع صوت الدلال مرة أخرى قائلا:
هيا. . أربعة فرنكات أيها السادة. . أربعة فرنكات. . إنه يستطيع الترتيل، فياله من أعجوبة نادرة. وأخيرا. . ً. انتقلت ملكية الببغاء وقفصه لديزيريه بعد أن دفعت ثمنه لأربعة فرنكات وخمسين سنتما
وتمتمت المرأة بغضب لما رأت نقطة من الدماء تلوث يدها حين لامست رقبته وهي تضع له شيئا من الطعام في حجرتها
- يا الله. . لم اكن أعلم أنه جريح
وتوجهت إلى فراشها بعد أن وضعت للطائر شيئا من الطعام وإناء صغيرا مملوء بالماء
ولم تكن أنوار الفجر الوردية قد بدت بعد، حين تعالى إلى أذني مدام باتان صوت واضح جلي يقول:
- ألم تستيقظي بعد أيتها المنكودة؟
وقد رجع زوجها أخيرا. . فذلك الصوت صوته وتلك عادته في مناداتها إذا ما استيقظ في الصباح، وأحست برعشة تسري في عروقها فدفنت وجهها تحت الوسادة بينما راح جسدها يرتجف ارتجافا واضحا وهي تتمتم قائلة لنفسها:
- يا إله السموات. . لقد رجع ثانية وها هو إذ. . يالله ومرت بضع دقائق دون أن يعكر صفو السكون الشامل صوت. . فأخرجت رأسها من تحت الوسادة، كانت متأكدة من وجوده بالقرب منها يرقبها وهو على أتم استعداد للانهيال بالضرب كما كان في الماضي البعيد. . ولكنها لم تر شيئا غير أشعة الشمس التي ابتدأت تخترق زجاج النافذة، فهمست قائلة