من حقي أن أشير إليها هذه الإشارة، ولكنها غلطات عامة ومتكررة بحيث لا تكاد تخلو صفحة من غلطة. . . وإني وقد قرأت للمؤلف وتذوقت فنه وأدبه لأجد من الخيانة أن أغض النظر عن هذه الغلطات؛ فإن كاتباً مثل مؤلف هذه القصة حقيق بأن يكون في غد من أصحاب القلم والفكر في هذا البلد لو كان أحرص من ذلك على لغته وعبارته؛ وإن ذلك الأمل في مستقبله الأدبي ليحملني على أن ألفته إلى ذلك ليستكمل أدواته ويمهد لمستقبله
أما بعد فإنها قصة مصرية وما تزال القصة الطويلة في العربية شيئاً نحاوله فلم نبلغ فيه حد الكمال أو ما يقرب منه؛ وإنه لفن رفيع يستحق العناية من أدبائنا ليسدوا نقص العربية في هذا الباب؛ فما يغيب عني وقد ذكرت ذلك أن أثني على المؤلف الفاضل لهذه المحاولة؛ وما يغيب عني مع كل أولئك أنها قصة ألفها مؤلفها منذ إحدى عشرة سنة وما يزال يومئذ شاباً حدثاً يخطو خطاه الأولى إلى هذا المعترك الأدبي؛ فإذا كنت اليوم أرى فيها ما يستحق الملاحظة والتعليق، فإنها ملاحظات على الأديب الناشئ نقولا يوسف الذي ألف قصة (إلهام) سنة ١٩٢٧ وهو في الثالثة والعشرين من عمره؛ وهو عندي غير الأديب الفاضل (الأستاذ) نقولا يوسف في سنة ١٩٣٨، الذي عرفه القراء فيما أنشأ بعد ذلك من مؤلفات لها خطر ومقدار وهو مع ذلك غير الأستاذ نقولا يوسف الذي نرجو أن يكون في غد. . .