للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يمكن أن يوصف بأقل من ذلك. فلو فرضنا أن العاشقين اقترافا إثماً أو أتيا منكرا (ونزهتهما الحمقاء في البستان تبرر ذلك وتؤيده) فهل أجد الجرأة على أن أقول لشارل: (لقد كنت اعلم كل شئ من قبل؟. . . لئن جبهته بذلك القول ألا يسخط لأني لم أنذره من قبل؟ ولكن كيف لي بإنذاره وإعلامه؟ أفي الممكن الوشاية بامرأة؟ أمن اللائق والذوق فضحها وإشهار أمرها؟ كان لزاما على إعلام صديقي شارل برسالة عن كل شئ ولكن أليس يجدر بقلمي أن ينكسر بدلا من كتابته ما فاجأت به امرأته؟ وأخيراً أبي حاجة إلى أن أزيدك كلمة على ما ذكرت؟. . . وأظنك الآن فهمت لماذا يثير هذا الفندق الذي أمضيت فيه تلك الأمسية فريسة لتقريع الضمير، ذكرى أليمة لا تطيقها نفسي أبدا. إن نجرد شعوري بأن الخيانة وقعت على بضع خطوات مني، وأن ماري كانت بين ذراعي حبيبها، في غرفة ربما تكون ملاصقة لحجرتي كان يضيف إلى هذا الاضطراب النفسي عذابا جسيما كاد يطغى فيتحول إلى آلام لا تحتمل.

البقية في العدد القادم

كمال الحريري

<<  <  ج:
ص:  >  >>