ولو ألقى الأديب الفاضل باله إلى أن لحاظ الحبيب لا يحسن بل لا ينبغي أن توصف بأنها مسمومة (!) لأن السم والعياذ بالله لا يكون إلا في رؤوس الأفاعي وأذناب العقارب واليعاسيب والزنابير والنمل، لفطن إلى ناحية الضعف في بيت صر در
ولو أراد الأديب الفاضل أبياتاً أقرب إلى بيت ناجي، وهو مع ذاك يفضلها جميعاً، لوضعنا بين يديه الأبيات الآتية: لابن الرومي:
فيسبيك بالسحر الذي في جفونه ... ويصيبك بالسحر الذي هو نافثه
يحن إليه القلب وهو سقامه ... ويألف ذكراه الحشي وهو فارثه
وللبحتري:
أين التي كانت لواحظ طرفها ... يصبو إليها القلب وهي سهام
إن مت من أسف لشط مزارها ... فالموت روح والحياة حمام
وللسري الرفاء:
بنفسي من أجود له بنفسي ... ويبخل بالتحية والسلام
وحتفي كامن في مقلتيه ... كمون الموت في حد الحسام
وله أيضاً:
وقد فوقن بالألحاظ نبلاً=قلوب العاشقين لها رمايا
تمنينا اللقاء فكان حتفا ... وكم أمنية جلبت منايا
وكنا قد أعددنا مائة بيت أو تزيد كلها تدور حول معنى بيت ناجي فإن أحب الأديب الفاضل أرسلناها إليه. . . وسيفضل معنا بيت ناجي عليها جميعاً، لأن ناجياً في غنى عن أن يسرق من أحد، لأنه يصور بروحه ودمه، وله ثقافة وحسن اطلاع يغنيانه عن صر در القديم وصرر درر العصر الحديث. وقد آن لنا أن نعدل.