نشر الأستاذ الكبير عزيز خانكي بك بياناً في جريدة الأهرام عن تواريخ وفاة رؤساء الوزارات المصرية في العصر الحديث تحرى فيه اليوم الذي توفى فيه كل رئيس منهم، اللهم إلا البارودي رحمة الله فقد اكتفى بأن قال - إنه توفي في سنة ١٩٠٥! ومن قبل قرأنا في المقدمة التي وضعها الدكتور محمد حسين هيكل باشا لديوان البارودي الذي أخذت وزارة المعارف في طبعه منذ أكثر من عشر سنين ولما تفرغ بعد منه. إن وفاته كانت (في الأيام الأخيرة من شهر ديسمبر سنة ١٩٠٤)
وعجيب أن يفوت هذين المؤرخين معرفة اليوم الذي انطوى فيه هذا العلم الكبير! ولكن لعل المحن التي ألحت على البارودي في حياته، لا تزال تلاحقه بعد مماته، ولعل من هذه المحن أن يجهل الناس حتى تاريخ وفاته! ولعل منها كذلك أن ينقضي على موته حوالي نصف قرن ولما تفرع وزارة المعارف من طبع ديوانه، ويحرم الأدباء طول هذا الزمن من تذوق شعره وبيانه
وأنا وفاء بحق هذا الرجل العظيم وليكون الناس جميعاً على علم بتاريخ وفاته نذكر أنه انتقل إلى جوار ربه في يوم الاثنين ١٢ ديسمبر سنة ١٩٠٤ رحمه الله رحمة واسعة.