للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تفككت أجزاؤها وانطوى جزء على نفسه بدون وحدة منتظمة ولا جامعة ملتئمة، كل حزب يمشي ولا يدري أين يمشي وأي هدف يقصد

وحدوا يا قوم تفكيركم واعرفوا ما تطلبون، فإننا حتى اليوم لا ندري مثلكم الأعلى ولا ندري أي منهج تقصدون؛ وأنقذوا لبنان قبل أن تقتله محبتكم، فالمحبة المنقسمة على نفسها هي أشد خطراً من الكره والنفور. وليكن لكم مثل أعلى تحجون إليه وتعملون على إظهاره في بيوتكم ومدارسكم، وفي مجامع جدكم ولهوكم، ينشأ عليه صغاركم ويشب عليه فتيانكم

أما أولئك الذين ينتظرون أن يهيموا غداً في الحفلة التكريمية لصاحب الجبل الملهم، أينظرون أي إكليل يحمله إليهم، وأي إكليل يحملونه إليه؟ إكليله لهم إكليل احتقار اللغة العربية، وإكليلهم له مبايعته على ذلك. إكليله (قبلات لبنانية على شفاه اللغة الفرنسية)، وإكليلهم الدعاء لمحب لبنان ورافع جبهة لبنان والمبشر بنبوغ لبنان. أحبوك يا لبنان وادعوا محبتك لأنفسهم حتى خنقوك بالأقماط وأدرجوك بالأكفان!

لبنان الذي يشبه اليوم (برج بابل) بأديانه ولهجاته ومذاهبه، لا يوحد بين أجزائه إلا هذه العربية، وإنما توحد بينها توحيداً تقليدياً لا يعمل على الإيمان به قلب ولا يؤمن به دم. فإذا إنهارت هذه السارية التي تتحد عليها أجزاء لبنان تعم الفوضى داره ويفشو فيه الروح التمزق. وأصحابنا بعد هذا كله يريدون أن يجمع بينهم هذا النشيد: (كلنا للوطن. . . كلنا للعلا. . . كلنا للعلم). وقد علم العلم والعلا والوطن أن لا مكان لهم في المكان الذي تتقلص فيه اللغة ولا يحترم لها كيان، وتهان فلا يهب لنصرتها أعوان

تفرقوا ما استطعتم في ثقافتكم ومثلكم، فما أشبه الليلة بالبارحة

خليل هنداوي

<<  <  ج:
ص:  >  >>