تحليل العواطف النفسية، ورسم الخواطر الذهنية، وقوة روحه التي خلصت الكتاب على طوله من الفتور، وجعلني أقلب صفحاته في شغف ولذة، ولن أنسى دقة أسلوبه ومتانة نسجه، لولا هناتت ما كنت لأشير إليها لولا أنها علقت بهذا الأثر النفيس، ومنها بعض المجازات الغريبة كتعبيره عن الموت بالغور في رحم الزمان (ص١٧) ووصفه الخالق بأنه (الحائك الأبر قد التقط بمكوكه العظيم خيطي حياتهمت من جديد)(ص٦٨)، وكوصفه القاريء بأنه يمضغ الكتاب بعينه وروحه (ص١٠١)، وما استعمله عن الفلس من المجازات (ص١٢٣)، وكقوله في (ص٢١٥) يحفزها تنين النسيان ويطويها غربال الزمان. . . وسواها من الأخيلة غير المألوفة، والقياسات الشاذة كجمعه سؤال على سؤالات وكأستعماله لفظ اندلق للقهوة بدل أن يقول انسبت مثلاً
على أنني كما ذكرت ما كنت لأغرض لهذه الهنات لولا صدورها من أديب له مكانة كالأستاذ ميخائيل نعيمة