للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يعلق على ما فيها من مواقف، وما كان لحوادثها من أثر في

مستقبله، ولكن ما حاجته إلى التعليق؟ بل كيف يتسنى له ذلك

وقد صور لنا جبران كما لو كان جبيران يحدثنا عن نسفه؟

وبذلك تخلص من عرض رأيه في صاحبه

ومما يلاحظ على هذا القسم من الكتاب أن الرابطة فيه ضعيفة، وقد ذكرت فيه بعض الحوادث دون أن يفهم القصد من ذكرها، فلم تكن للتبسيط أو للتحليل أو لبيان العلاقة بين المترجم له وبين الحياة

أما في القسم الثاني من الكتاب عند ما صحب المؤلف جبران، فانك تحس بجو من الحقيقة ويبتعد عنك الخيال القصصي، ويحدثك المؤلف عن جبران كما رآه في عدة مناسبات، وتبدأ تهتم بحياة جبران وآثاره، وتتضح لك شخصيته فتزداد معرفة به، وان جهلت الظروف التي كونته هذا التكوين، اللهم إلا ما كان من تأثير (نيتشه) فيه، وهو ما شرحه المؤلف في آخر القسم الأول.

على أنك في هذا القسم الثاني من حياة جبران لن ترى المؤلف يحدثك عن رأيه في صاحبه من الناحية الأدبية أو الخلقية، ولا تجد منه مناقشة جدية لآثاره ومقدار قيمتها، بل تراه يقتصر على ذكرها دون تعلي، إذا استثنيت وصفه لكتاب (النبي) وإظهار أثر نيتشه فيه، وقراءة قصيدته التي جاء ذكرها في (ص١٦٠) معه، وحتى في هذين ترى الأعجاب يغلب على النقد النزيه

لكنني كما قدمت أحس بدقة موقف الأستاذ ميخائيل بالنسبة إلى حياة صديقه جبران؛ على أني أتساءل هل أنصف صاحبه وعرضه على الناس كما هو على حقيقته، أم أحاط شخصيته بشيء من الغموض؟ ولست أعرف إلا أن طريقته التي سلكها من الصعب أن توفي بغرضه، وهل يتفق ذلك مع ما جاء في مقدمته (ألفت هذا الكتاب على أمل أن يطالع القاريء من خلال فصوله صورة جبران كما عرفته لا (تاريخ) حياته الذي لا يعرفه أحد)؟

ولئن اختلفت مع الأستاذ نعيمة في طريقته، فاني معجب بمقدرته في الوصف، وقوته في

<<  <  ج:
ص:  >  >>