المعنوية ويراعى فيه الوزن والقافية وهو من قبيل الموسيقى. والموسيقى هي أيضاً قديمة والطبيعة البشرية تألفها بل تحتاج إليها بل تهتف بها. والشعر ضرب من الموسيقى، فهو إذن من مقتضيات الطبيعة البشرية. والسجع وإن لم يكن مقيداً بكل تقييد الشعر فهو مقيد أيضاً بقيود لها مواقع في النفوس، وهي في محلها مطربة مستعذبة ولا غبار عليها، ولا يقدر أحد أن يقول إنني أنا مفرط في هذا المذهب لأنه ليس لأحد من الكلام المرسل أكثر مما لي، ولكني لا أزال أرى السجع حلية الكلام العربي عندما يكون في محله، وذلك مثل مقدمات الكتب ومثل الخطب التي تلقى على الجماهير. وإن العرب قد اصطلحوا على السجع في أسماء الكتب ولم يخطئوا في ذلك لأن الكلام المسجع أعلق في الذهن من غيره. وعسى كلامي هذا يكون مقبولاً عند أخي الأستاذ الكرد علي، ولا تتأثر به آصرة الإخاء القديم الذي بيننا والذي لا يمكن أن يطرأ عليها ما يوهنه مهما كان السبب ثقيلاً. فكيف إذا كان خفيفاً. وإن أدري فقد يكون أراد أن يداعبني ولا تكون هذه أول مداعبة بيننا