للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولكنه حذرها من فتح الصندوق. فعملت بموجب إشارته ووصلت بسلام إلى قصر الإلهة بروزرباين حيث ملئ لها الصندوق بأثمن نوع من الجمال، ثم أغلق وأعيدإليها؛ فرجعت به قانعة مسرورة؛ ولكن ألحت عليها في الطريق رغبة حافزة في فتحه، لتأخذ شيئاً من الجمال الإلهي، فتطلي به وجنتيها، وتظهر أمام حبيبها بمظهر فاتن أنيق، وفتحته؛ وبلغت بها الدهشة أقصاها عندما لم تجد فيه شيئاً من الجمال قط، وإنما انبعث منه نوم جهنمي استولى عليها وأسقطها في الحال على قارعة الطريق.

أما كيوبيد فقد برح به الشوق للقاء حبيبته؛ فذهب إليها، وجمع النوم عن جسمها، وأعاده إلى الصندوق، وأيقظها بوخزة خفيفة من طرف سهمه، ثم قال: (أهكذا يعود بك حب الاستطلاع فيغويك مرة ثانية ويكاد يودي بك إلى الهلاك؟! ولكن ما عليك من بأس؛ أتمي الآن فقط ما فرضته عليك والدتي، وستنسى الماضي ثم طار كالبرق وحلق في أجواء الفضاء، وطلب من المشتري - إله السماء العظيم وملك الآلهة جميعاً - أن يتوسط لدى أمه لتوافق على زواجه من بسيشي وتباركه. ففعل المشتري كذلك وعندما نال موافقتها، أمر بإحضار بسيشي إلى القصر السماوي حيث قدم لها شراب الآلهة ثم قال: (تشربين منه فتصبحين خالدة وسيدوم زواجكما إلى الأبد!

وهكذا استطاعت بسيشي بعد أن طهرتها المصائب والتجارب من أدران الخطيئة أن تتحد مع كيوبيد، وأن تنعم معه بسعادة الحب الخالد.

ماجد فرحان سعيد

<<  <  ج:
ص:  >  >>