للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يجد القارئ هذا الكتاب كما يتضح له من عنوانه، تراجم لشعراء مصر من الضباط، وضعها الضابط الأديب محمد عبد الفتاح إبراهيم، ولعل القارئ يشاركني شعور الغبطة حين يتجلى له هذا الإخلاص من المؤلف لطائفة من أهل مهنته، كاد ينسى معظمهم المشتغلون بالأدب، على الرغم مما قدموه في ميدان الأدب من خدمة اللغة عامة: وفن القريض خاصة

ترجم هذا الأديب الفاضل للبارودي، وحافظ إبراهيم، وعبد الحليم حلمي المصري، ومحمد فاضل، ومحمد توفيق علي

وقد سار في دراسته فيما يتعلق بهؤلاء جميعاً على وتيرة واحدة تقريباً، فكان يأتي بلمحة عن تاريخ كل شاعر، مبيناً البيئة التي نشأ فيها، ثم يذكر المناسبات التي حركته إلى نظم القصيد، مورداً بعض الشواهد من مأثور نظمه ومن مشهور قصائده

وإني وان حمدت للضابط الأديب وفاءه واجتهاده، أحس أنه كان في كتابته يقصد إلى الوفاء أكثر مما يقصد إلى الدرس، ولن أظلمه إذا قلت أنه في بحثه كان يميل إلى سرد المعلومات متهماً باستيعابها دون تمحيصها، فلم تكن له طريقة محدودة، أو بعبارة أخرى لم يكن قوام عمله التحليل الأدبي الذي يستند إلى الفن وإلى الخبرة بالحياة، ولست أنكر هذه الخبرة عليه، ولكنني لم أتبين صداها في بحثه، وكان يخيل إلى أثناء كلامه عن البارودي، ثم عن حافظ - على الخصوص - أنني أستمع إلى محدث في مجلس الأدب، لا يتقيد فيه من يتعرض لحياة شاعر بأوضاع فنية أو يراعى وحدة الموضوع وسبيل التدرج فيه. هذا إلى أنه كان يترك الامر أحياناً لغيره، فيعرض أقوال من كتبوا عن حافظ دون أن يتناولها بتعليق

على أن كتابه على الرغم من هذه المآخذ، جدير أن يثير اهتمام أدبائنا بهؤلاء الشعراء، وهو وفاء يثاب عليه المؤلف، واجتهاد يستحق من أجله الثناء

الخفيف

<<  <  ج:
ص:  >  >>