- (هلا أجبتني أيها الجد الكريم. . إلى سؤالين آخرين؟ أولهما: لماذا كانت الأرض تنبت مثل هذا القمح، ثم لماذا كفت عن إخراجه الآن؟!!. .
وثانيهما: ما العلة في أن حفيدك لا يخطو إلا على دعامتين وابنك يتوكأ على عصا واحدة. أما أنت فلا تعتد على شئ؟! وما الذي جعلك ذا بصر ثاقب وسمع مرهف وصوت واضح جلي تهفو الأذن لسماعه؟!)
فهز الشيخ رأسه، وما زالت البسمة مرتسمة على شفتيه وقال:
- (لقد صار الأمر إلى هذا الحال. . لأن الناس كفوا عن العيش بما تعمله أيديهم، وراحوا يسخرون غيرهم لعمل ما تعوزهم الحاجة إليه!.
في أيامنا الخوالي. . كان الناس يعيشون حسب ما سنته لهم شريعة (الله). . (العامل بعمله)!. فلم تملأ الضغائن نفوسهم ولم تفسد الأحقاد قلوبهم. . ولم يكن بينهم من ينظر بعين الحسد إلى ما متع الله به بعضاً منهم!. .)