أسماء بعض الألوان الإفرنجية بألفاظ عربية تدني مفهومها من ذهن من لا يحسن لغة من اللغات الأجنبية من أبناء العرب
وقديماً ألف أجدادنا في هذا الموضوع بما دل على رسوخهم في الرفاهية، وقرأنا في الكتب أن الخليفة الفلاني أو الملك الفلاني كان يقدم على مائدته عشرات بل مئات من ألوان الطعام. والتفنن في الطبخ دليل الحضارة، ولطالما كان بعض الأمراء يرسلون إلى الأقطار البعيدة بعض طهاتهم ليأخذوا عنها صنع أطعمة لا يعرفونها، والمطابخ الإفرنجية اليوم أرقى من المطابخ الشرقية؛ لأن طعامها يطهى على أساليب كيماوية صحية لا نزاع في خفتها وطرافتها. وحضارة الغرب أرقى من حضارة الشرق، اللهم إلا في مسائل يتفرد بها الشرقيون
فليس البحث في الأكل الجيد إذاً بالذي يعد انحطاطاً، ونحن لو أنعمنا النظر لا نفسر هذا الجدال القائم بين البشر اليوم وقبل اليوم وبعد اليوم إلا على الرفاهية، وما فلسفة الأمم إلا فلسفة خبز في الواقع. ودعوى خدمة المدنية والإنسانية صورة مبهرجة يراد بها غير ما تعطي ظواهرها. والأمة التي يكثر خبزها وتتلون أطعمة المتوسطين والموسرين فيها هي أمة راقية سعيدة، والعرب الذين عهدنا لهم تلك الخشونة في المطعم لما فتحوا الممالك وخرجوا من جزيرتهم أغرقوا في التنطع والتنوّق إغراق غيرهم من الأمم