للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كبرى من الكتب الحبشية فحملوها معهم، ولكنهم لم يلبثوا أن تركوا أكثرها في كنيسة على جانب الطريق إذ وجدوا في حملها عناءً. وقيمة الكتب التي نجت وحفظت تدل على فداحة الخسارة التي لحقت العلم بضياع ما ترك منها أهم

بهذا الإنصاف، وهذه العناية، وهذا الجهد، ألف المؤرخ الإنجليزي تاريخ الفتح العربي في مصر، فرسم صورة جميلة، وكان إعجابه بعمرو بن العاص لا يقل عن إعجابنا معاشر العرب به وبأمثاله من الصحابة الفاتحين. وعناية المترجم الفاضل شديدة بتجويد ترجمته على صعوبتها لما حوت من النقول العربية وغيرها من اللغات ليرد الوثائق إلى أصلها؛ وقد وقع له تحريف في بعض الأعلام، ومنها ترجمته اذاسا وهي الرُّها وأطلق عليها الترك (أورفه)؛ ومنها (افيسوس) وهي (إفسس) مدينة في آسيا الصغرى أطلالها قرب أزمير اليوم؛ ومنها (برجاموس) وهي (فرغاموس)، وفي قاموس الجغرافية القديمة للعلامة أحمد زكي باشا أن فرغامس هو الاسم الوارد في كتب العرب للدلالة على مملكة قديمة بآسيا الصغرى اسمها عند الإفرنج ومنه اشتقوا الكلمة التي يطلقونها على الرق (بفتح الراء) أي الجلود المستعملة للكتابة، لأنها أول ما صنعت بهذه المملكة، فيقول الطليانيون والفرنساويون الخ. وقال مدينة (بيرويه) وهي مدينة حلب ذاتها. هذا إلى هنات قليلة لا يكاد يخلو منها كتاب منقول إلى لغتنا من لغة أعجمية. أما الترجمة في مجموعها فيستحق عليها المترجم كل ثناء وشكر

- ٢ -

أحسن مؤلفا فن الطهي الحديث على الطراز العربي والغربي وضعه. ألفاه بعد أن عانيا صناعة الطبخ بالعمل في مصر وبلاد الغرب سنين طويلة وعملا في قصور الملوك والأمراء وفنادق النبلاء والملآء، فجاء الكتاب نافعاً في بابه لا تستغني عنه ربة دار، ولا طاهٍ يروقه أن يزين خُوانه بشهيّ الألوان، ويتفنن في تلذيذ الآكلين بطعام صحي منوع. جاء الكتاب في ١١٧٠صفحة كبيرة وصفت فيه الأطعمة والحلويات والمتبلات مشفوعة بالمقادير الواجب استعمالها وبصورة وضعها وصنعها بحيث لا يكاد يحتاج من يريد الاقتباس منها إلا إلى قليل من الدقة والعناية حتى يتفنن في طبخ الطعام ويجهز ألواناً رائعة شائقة شكلاً وطعماً. وكنا نتمنى لو دفع المؤلفان كتابهما إلى من يصقل عباراته ويترجم

<<  <  ج:
ص:  >  >>