إن كلمة (مشواري) هنا كلمة سوقية لا تتفق أبدا وهذا الجو الشعري الذي عاشت فيه، ولو وردت في النثر لما استسغتها، فما بالك بالشعر؟
واستمع له مرة أخرى في هذين البيتين:
هو الدفء لا تذعري إن رأيت قميصك نهب تدفع قمه
فما عدت يا طفلتي طفلة ... سيهمي الشتاء غيمه بعد غيمه
نهب تدفع قمة؟!. . . إضافتان ثقيلتان على السمع، لا تكاد تطيقها الأذن العادية، فما بالك بالأذن الموسيقية! ألا تحس هنا أن القالب قد بدأ أقرب إلى النثر منه إلى الشعر؟
واستمع له مرة ثالثة في هذين البيتين:
لغي تحارير الهوى وأمضى ... أنا في السحاب وأنت في الأرض
غوري مع الشيطان لا أسف ... ولتبتلعك زوابع البغض
لست أدري كيف تحتمل الصياغة الشعرية كلمة (غوري) هذه. . لقد اهتز صرح الجمال الفني في البيتين تحت وطأة هذه الكلمة!
مآخذ قليلة كنت أرجو أن يخلو منها هذا الديوان، ومهما يكن من أمر فإنها لا تمنعني من القول بأن نزار قباني شاعر. . .