أدهم في خاتمة نقده - حتى تستقيم موازين النقد عندنا وينزجر الهاجم على العلم من غير بابه. فلما عجز الأستاذ الدكتور أدهم عن دفع البينة فزع إلى المماحكة والمهاترة، قطع الله الحزازات التي تأكل النفس!
وإن قال أدهم (وهو على كل قول قدير): إن له أن ينكر رأياً دوَّنه فيستبدل به ضده، بعد مضىَّ أربعة أشهر (والحر في مصر شديد، ييبس كل شيء)، قلتُ ما دمتَ تناظر في العلم كأنك تداور في السياسة على الطريقة الحديثة، فخذ شهادة أخرى ممن يُجَلّ به من (أهلك)، وهي رسالة بالعربية بعث بها إلى الأستاذ كراتشكوفسكي، وقد اطلع عليها صاحب مجلة الرسالة ورئيس تحرير المقتطف:(سيدي العزيز الفاضل. سلاماً واحتراماً وشكراً لكم على إرسال كتابكم الجديد (مباحث عربية) وقد قرأته في هذه الأيام أيام العطلة المدرسية، وانتفعت منه كثيراً. لا يخفى عليكم أن في قراءته بعض صعوبة على من لم يتعود طريقاً علمياً صرفاً في البحث والاستقرار ومع ذلك في الكتاب درس مهم وخطوة جديدة في سبيل ترقية العلم العربي الحديث، عسى أن ينتفع بها أبناء العربية في كل أقطارها. حتى بدعة الرموز، الرموز الاختزالية رأيتها في مكانها وهي بدعة مستحسنة، ولا يتعسر إدراكها واستعمالها على كل من يتمرن فيها دقيقتين. وفي الإجمال قد خدمتم العلم والآداب بهذا الكتاب الجديد خدمة تذكر وتشكر ودمتم على مساعيكم الحميدة والنجاح حليفكم وذوو العقول السليمة في الشرق والغرب أصدقاؤكم. أغناطيوس، كراتشكوفسكي، الروسي) أ. هـ - ألا حسبي صداقة (العقول السليمة)!
وبعد فهذه كلمة ثانية، أرسلها مكرهاً، ولكنها رعاية العلم الحق وإقامة النقد الصحيح ولن أعود إلى مثلها مع إسماعيل أحمد أدهم، فإن قلمي لمشغول عن مماحكته بما هو أجل شأناً وأعم نفعاً