للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(ظهرت عقلية الدكتور بشر الشكلية بأجلى مظاهرها وتبين لنا كيف أن هذه الشكلية مساقة إلى أخطاء في البحث لا يقع فيها من له دراية بسيطة بالبحث اللغوي المستقيم (يعني نفسه طبعاً). والواقع أن بحث الدكتور بشر في المروءة ضعيف لا يثبت على نقد ولا يمكن أن يواجه مراجعة علمية صحيحة)

وهنا لا أحب أن أذكر أدهم بأن مبحث المروءة نشر من قبل بالفرنسية والإنجليزية والألمانية في دائرة المعارف الإسلامية الخارجة في هولندة ولم يظفر بمثل هذا الحكم. ثم لا أحب أن استشهد بآراء من كتب عندنا في (مباحث عربية) مثل العلامة الأب الكرملي، والأديب المترسل الأستاذ المازني، ومدرسَين من الجامعة المصرية وغيرهم. فلربما قال أدهم (وهو على كل قول قدير): إن هؤلاء وأشباههم لا (دراية لهم بالبحث اللغوي المستقيم). ثم لا أحب أن أطلعه على ما قاله المستشرق بروكلمن في الجزء الثالث من تكملة تاريخ الآداب العربية؛ فلربما قال: إن بروكلمن لا يستطيع (مراجعة علمية صحيحة). بل ليأذن لي الأستاذ الدكتور أدهم أن أدوَّن اليوم حرفاً لحرف ما قاله في نقد الأول لكتابي:

(وفي هذا المبحث (مبحث المروءة) يبرز الباحث (يعنيني (مع الأسف) رجلاً مدققاً عرض للموضوع في إحاطة عجيبة) (الرسالة ٣١٢ ص ١٢٧٤).

ثم هذه خاتمة نقد الأول: (هذا هو كتاب مباحث عربية. وهو كتاب فريد في موضوعه وفي نهج بحثه وفي منحى تحقيقه، يدل على أن صاحبه صاحب ذهنية علمية متزنة، يتصدى للموضوعات على أساس من التقصي للأصول والفروع مع دراية تامة بأساليب البحث (غريب، غريب!) والمآخذ التي أخذناها على أهميتها لا تنال من قيمة البحوث ولا من الجهد العلمي المبذول فيه. والواقع أن الدكتور بشر فارس شق الطريق للبحث العلمي الجدي (العفو!) ولو لم يكن له غير هذا الجهد لكفى ذلك التقدير. إسماعيل أحمد أدهم) (الرسالة ٣١٢ ص ١٢٧٥)

إن السر في هذه الردَّة أنى أدهم كتب نقده الثاني وهو ناقم حانق، لأن بينت في المقتطف (أغسطس) والرسالة (٣١٤) كيف يجتلب النقد اجتلاباً ويرتجل المصادر ويتحدى في القول ويتعالم فينزلق إلى الاعتساف والغمر. ولم أجد بداً حينئذ من تبيين كل هذا - على ما قال

<<  <  ج:
ص:  >  >>