وهي تقارب المائة. ذلك ما يرقبه الناس من الناقد الثبت فيما أعلم. فماذا أصبت في تلك الصفحات الثلاث؟ جاءني أدهم - حياتك - بنصوص دون غيرها، فحرفها عن مواضعها، وقدم من سياقها وأخر، وحملها ما لا تحمل ثم استخلص من ذلك التشويش أني أبعد ما يكون عن البحث اللغوي البسيط. بالله ثم بالله لِمَ لمْ يأت بنص من عنده، ولو بنص واحد؟
وأظرف من هذا أنه أثبت مظان النصوص في نقده ناقلاً إياها من المراجع المثبتة في هوامش كتابي. ألا من يقول لي ما الذي يدعوه إلى أن يدوَّن مثلاً:(كتاب الأردبيلي مخطوط في آيا صوفيا رقم ٢٠٤٩ وهو مخطوط في التصوف كما وصف ذلك الأستاذ تيشنر في مبحثه المعنون باسم (هنا العنوان الألماني)، والمنشور بمجلة التي تصدر عن همبرج مجلد ٢٤ ص٥٨)، ما يدعوه إلى مثل هذا التعالم، وكل ما دوَّنه مثبت في مباحث عربية) (ص ٥٩ المتن والحاشية)؟ وعلى هذا ما دوَّنه بشأن كتاب جولدتسيهر، وكتاب العرض عند العرب الجاهلية (راجع (مباحث. . .) ص ٧٢، ٧٤). وخير للأستاذ أدهم أن يعدل عن التعالم بعد اليوم، فلربما حفر حفرة وقع فيها. من ذلك الحفرة التي حفرها، وهو يسطو (على ملتقى اللغتين) لمراد فرج، ومن ذلك أيضاً قوله (الرسالة ٣٢٨ ص ١٩٩٥): (المعنى الحقيقي وياليته قنع بالسطو على التركيب العربي وحده، (وهو في (مباحث عربية) ص ٦٠)! إلا أن وسوسة التهويل غوته فزاد كلمة فرنسية في صيغتها المؤنثة. فلم يؤنثها في نقده وهي واردة فيه من غير موصوفها؟ القصة أن أدهم نسى الموصوف في طيات (مباحث عربية) وهو (أي التعريف) فجاءت الصفة مبتورة، ولم يفطن أدهم إلى وجوب تذكيرها حتى ترد صيغة الإطلاق. ولو كان أسند كل هذا إلي لكان خرج من ظِنَّة السطو. . إلا إنها الوسوسات، لطف الله بنا!
- وأما نقد أدهم عن هوىَ مبيَّت في النفس فواضح في عناده عند الكلام على مسلمي فنلندة. وكان قد اجتاب النقد اجتلاباً من قبل ثم عاد فذهب في اللجاج، على ما قدمت، لأنه - هو المتخرج في موسكو بعد سنة ١٩١٨ - يريد أن يجعلنا نرتاب في أن نفراً من الناس بل من المسلمين يخطر لهم أن يفرَّوا من الثورة البلشفية (أو (الثورة الاشتراكية الكبرى) كما يسميها هو: الرسالة ٣١١ ص ١٢٣٠).
وأوضح من هذا أن أدهم خرج من نقده الثاني بهذه النتيجة: