ونقلت من اللغة ألفاظ من مواضع إلى مواضع آخر. فعفى الآخر الأول). ليراجع الأستاذ الدكتور أدهم ذلك الباب، فبه إليه حاجة، وليطمئن إلى أن ابن فارس لا (يوهم القارئ بطرق ملتوية) مثل بشر فارس
- وأما عود أدهم إلى اختلاق القول فقصته أن الرجل قال (الرسالة ٣٢٨ ص ١٩٩٥) إني ألفتُ رسالة بالفرنسية عنوانها (العرض عند عرب الجاهلية وموضوعها أن أخلاق عرب الجاهلية تندرج تحت معنى العرض، ثم زاد)(ولما كان المستشرق جولدتسيهر قد كتب فصلاً كاملاً عن المروءة ذهب فيه إلى أن المروءة كانت تنزل منزلة الفضيلة عند عرب الجاهلية. فقد أضطر الدكتور بشر أن يعود عام (يريد: سنة) ١٩٣٧ ليناقش رأي جولدتسيهر فكتب مادة مروءة في تكملة دائرة المعارف الإسلامية ثم توسع بالمادة فكان منها موضوع مبحث المروءة من كتاب مباحث عربية) , أهـ
والرد على هذا أن كتابي (العرض عند غرب الجاهلية) مطبوع ومتداول، وهو موجود في مصر، في دار الكتب مثلاً وعند نفر من علمائنا وكتابنا. فمن ذا الذي يقول إني لم أناقش في هذا الكتاب - هو الرسالة التي نلت بها شهادة الدكتوراه من السوربون - رأى جولدتسيهر ومن تلا تِلوه من المستشرقين؟ إني لم أتحول في مبحثي الذي نشرته لي دائرة المعارف الإسلامية الخارجة في هولندة ولا في مبحثي المدرج في مباحث عربية عما جاء في كتاب العرض عند عرب الجاهلية. إن ما ذهبت إليه هنا هو ما ذهبت إليه هنالك مع زيادة في سياقة النصوص وإفاضة في عرضها؛ ولا حول ولا قوة إلا بالله! وحسبك موازنة ما جاء في كتابي الفرنسي (ص٣٠ - ٣٢) بما جاء في مباحث عربية (ص ٧٢ - ٧٤) وقد اطلع على ذلك صاحب مجلة الرسالة ورئيس تحرير المقتطف
- وأما تهويل أدهم فيدل عليه ما تقدم بك من ارتجاله للمصادر، وإن قال من قبل متواضعاً (الرسالة ٣١١ ص ١٢٢٥): (أظن أن الدكتور بشر فارس لا ينكر علينا أننا أكثر الكاتبين في العربية استقصاء للمصادر). ثم دعني أخبرك بأن أدهم سلط قلمه ثانية على مبحثي في المروءة فاستغرق نقد ثلاث صفحات من الرسالة (٣٢٨). ولما رأيت ذلك قلت في نفسي: لعل الناقد يدفع ما ذهبت إليه بتضعيف النصوص التي استخرجتها وهي تزيد على ثلاثمائة سواء تصريحاً أو تلميحاً، أو لعله يسقط مبحثي بالطعن في المراجع التي عولت عليها