كتاباً. . . وكأنه لم يعلم أن الناقد لا يقدر الأثر الأدبي إلا من حيث هو هو في مادته، وليس مما يعنيه مراعاة المسافة والزمن، ولقد سألت صديقنا الأستاذ الزين الشاعر فقلت له: أراك تتنطس في حوك شعرك حتى لتقضي في ذلك الوقت الطويل. فقال: نعم! لأني لا أريد أن أفوت ثلمة يتقحم منها الناقد. وإن القارئ ليقرأ وهو مطمئن، فليكتب الكاتب وهو أكثر اطمئناناً
أما بعد، فأنا مقدر للأديب حمزة ما صرف من جهد في البحث والاطلاع وإخراج هذا الأثر النافع، ولعل كتابه - على ما أعرف - هو أوفى بحث خرج عن ابن المقفع للآن، وإني لأرجو له أبحاثاً أوفى وأتم، وأشمل وأعم، فتكون كالإعجاز بعد الإرهاص؟