للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أنفاسه في صدره. أراد يصرخ فلم يتمكن أيضاً

شعر بالوحدة والعدم يستوليان عليه، وأحس كأن نفسه تذوب بين جنبيه. وتفنى وسط هذا العدم اللانهائي الشامل.

ولما أدركه أصحابه وجدوه في شعب ضيق من شعاب الوادي محصورا بين صخرتين قابضا بكلتا يديه على شيء أمامه. فحاولوا فتح يديه. ولكنهما لم تفتحا

وأخيراً استطاع أن يفتح عينيه، فنادوه: (عثمان إنك جريح) فأراد بصره في أصحابه. وكأنه لا يفهم شيئا مما حوله، ثم نطق - وهو شاخص البصر إلى قمة ذلك الجبل الذي حاول تسلقه فقال: (أين المدفع؟)

لم يملك أصحابه حينئذ أنفسهم فتحدرت من عيونهم قطرات الدمع السخينة

إن المدفع كان بين يدي عثمان، وكان لا يزال يقبض عليه بكلتا يديه!

ترجمة

برهان الدين الداغستاني

<<  <  ج:
ص:  >  >>