الآن وكانت الطفلة تبكي من الرعب. وأخذها بين ذراعيه وعاد بها إلى الغرفة التي كان الرجل العجوز يلفظ أنفاسه الأخيرة فيها. وكان (الذئب) العجوز راقداً وعيناه مفتوحتان محملقتان، وما زال لديه فسحة من الوقت لرؤية المخلوق الوحيد الصديق الذي لقيه في حياته، وليقول:
(مرة أخرى! مرة أخرى!)
ورفع الأب أورورا بين ذراعيه، وسمع صوت قبلة، قبلة وضعتها شفتان ملائكيتان لطفلة صغيرة على ذلك الوجه المفضن الذي لفحته السنون.
ولما غادر القس المكان، وما زال يتمتم بالصلاة وهو يحمل الزيت المقدس، ظل المدير ورجال الشرطة، ورجال الحرس، ركعاً أمام الجسد في صمت رهيب، وأخذت الفتاة الصغيرة بناء على كلمة من أبيها تقول في صوت حلو، رقيق، صوت الطفولة: