للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كأن حدوج المالكية غدوة ... بقايا سفين بالنواصف من دد

فإن الحدوج حينئذ لها اعتبار خاص فهي ليست ملقاة في الفناء أو خارج الخيمة، ولكنها متأهبة للرحلة مشدودة على البعران، مهيأة للسفر، فمن ثم أصاب القصد فيما تصيبه العين من بقايا السفين المقلعة بعد أن أبعدت عن مرساها، وفيه إبراز للإشفاق والحنين والتخوف من الوحشة، وذلك لا يدركه إلا قلب شاعر!

٤ - أنني أخطأت في تعريف البلاغة ونقصتها قيدا، وأنه كان ينقد في البيان فلا يحتج عليه بتعريف المعاني.

أما القيد الذي ذكره فقد تركته لأنه ليس محط الإجابة، واقتصرت على ما به أداء الغرض حتى لا يضل عن القصد فتكثر شطحاته.

وأما أنه يتكلم في البيان فلا يحتج عليه بتعريف المعاني فهذا ما كنت اجل الأستاذ عن أن يقع فيه، وكأنه يريد بذلك أن من التراكيب تراكيب ينظر إليها علم المعاني وأخرى ينظر إليها علم البيان، فتركيب القصر، والإنشاء مثلا لا ينظر إليهما من ناحية أنهما استعارة أو كناية، و (مكر الليل والنهار) لا ينظر إليهما على أنهما إيجاز أو إطناب. إن كل جملة - يا سيدي - خاضعة للنظرين فلا تقل بعد اليوم: إن هذا التركيب خاص بعلم البيان، وذاك خاص بعلم المعاني. فهذا عن الصواب بمنأى.

٥ - أن حسد جرير لابن الرقاع إنما كان لروعة التشبيه ولكن قول جرير (ما عساه يقول وهو أعرابي جلف جاف) مما يفيد أنه إنما حسده لاستطاعته وهو بدوي جلف أن يصل إلى تشبيه مدني حاضر. فلا تزال شجاً مؤلماً وغصة مانعة من إساغة تأويل الأستاذ.

كامل السيد شاهين

المدرس بالمدارس الأميرية

<<  <  ج:
ص:  >  >>