وقال السيد عفت ضاحكا، محاولا أن يستر ما يحسه من ألم وغضب:
- من الرأي أن تكتمون ما حدث لنا عن الناس جميعاً، حتى لا يفطن إلى بيرام أحد، فيقع غيرنا في مثل ما وقعنا نحن فيه، فإننا سنشعر من غير شك عند ذلك بشيء من التعزية تخفف من مرارة الخيبة التي ذقناها من يد هذا الرجل ولسانه،. . . وقال محمود أخيراً:
- الحق يقال: أن بيراماً ليس من الرجال العاديين. فهو فذ بين اللصوص، محبوك الحيلة، إنه لا يسرق وإنما يبيع أحلاماً لذيذة جميلة، تنتقل بالإنسان إلى عالم ملئ بالآمال والسرور والسعادة. إن النقود التي استطاع أن يسلبها منكم لهي ثمن زهيد جداً لما أضفاه علينا من سعادة يعجز الوصف عنها. فقد أرجحنا جميعاً بهوادة ولطف شعرنا معهما بلذة ليس في مقدور الإنسان أن يأتي على وصفها - في مهده. . . الذهبي. . . الخيالي. . .