قلت: هل لاحظتم تقدماً في تأليف الروايات خلال السنوات الثلاث، لأني أزعم أن الروايات التي مثلتها الفرقة في عامها الثالث أحط منزلة من الروايات التي مثلت في العامين الثاني والأول؟
اعترض محدثي الفاضل على الشطر الثاني من السؤال قائلاً (إني أجيبكم عن الشطر الأول فقط: على العموم يمكنني أن أؤكد لكم أنني شخصياً كنت من بضع سنوات في شبه يأس من نجاح التأليف التمثيلي في مصر. على أنني لم يرعني، وخصوصاً في أثناء قراءة الروايات التي قدمت للمباراة في هذا العالم، لم يرعني إلا أن أرى شبه طفرة في الروايات المؤلفة مما يدل على أخذ الفكر الروائي في نضوج بل في نضوج سريع. حقيقة أننا لم نبلغ الكمال ولم نقترب منه بعد، ولكن يمكنني أن أقول إننا نمضي سراعاً إلى الكمال. ويحسن في هذا المقام أن أقول إن الجودة النسبية لم تقتصر على الروايات الست التي أجيزت، بل إن هناك روايات أيضاً، وإن لم تصل في نظرنا إلى مدى هذه، فان مؤلفيها ولا شك يستحقون الإعجاب والتقدير)
انتقلنا إلى الكلام عن أسباب صدوف كبار الأدباء من مؤلفين ونقاد عن الفرقة القومية، وعبرتُ عن هذا الرأي بصراحة تؤلم اعتداد أعضاء لجنة القراءة بأنفسهم. فقال محدثي الفاضل بشيء من الحماس المتزن:
(لاشيء يبعد المؤلفين عن الفرقة القومية سوى تهيبهم كتابة الرواية المسرحية ووقوفهم في صف واحد مع الكتاب الناشئين)
اكتفي بهذا القدر من الحديث لضيق المجال، تاركا التعليق عليه إلى المقال التالي، وبذلك يكون قد تيسر لي حضور تمثيل إحدى الروايات التي فازت بجائزة المباراة التي قال عنها وعن أخواتها حضرة محدثي الفاضل إنه رأى فيها شبه طفرة تدل على نضوج الفكر الروائي ومضيه سراعاً إلى الكمال