المؤلف في مقدمته أن الذي دعا إلى تناول موضوعاته هي حالة الشذوذ والاضطراب أثناء الحرب الأخيرة والرغبة في الكشف عن أسباب هذا الاضطراب العالمي، ومحاولة أيجاد علاج له بعد أن تبين أن هذا العلاج غير ميسور في هدى الدعاوى المبادئ السارية في هذا القرن، والتي أوحت بها المدنية المادية الحديثة. فلا بد إذاً من النظر بجد لالتماس الهدى في غيرها بعد أن ظهر عجزها في تنفيذها الواقعي بأوربا وأمريكا.
فهل هذا العلاج في الرسالة الخالدة التي تعاقب رسل الله على الدعوة إليها وجاء بها إبراهيم وموسى وعيسى ومحمد.
وقد تولى الكتاب الإجابة على ذلك، وهو إن كان أفاض في التعرض لشرح وجهة النظر الإسلامية باعتبارها آخر تطور للرسالة الخالدة (فإنما قصد بذلك إلى التعاون والقربى لا التنابذ والتفرقة وأن يجد الناشئ الجديد المتعطش إلى المعرفة والطالب للهدى من المسلمين وغير المسلمين، مادة للتفكير وسبيلا إلى رأي عالمي مستقيم بعد هذه الحروب المدمرة التي أثارت اضطراباً لا نظير له) واضعاً نصب عيون المسلمين وغير المسلمين قوله تعالى (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تفرقوا فيه).
وهو يهيب بالجيل الناشئ من العرب (أن يكونوا أهلا لحمل هذه الرسالة يمدون الحضارة والعلم بالسند الروحي الذي لابد منه لعالم جديد متضامن متعاون على تثمير خيرات الأرض متجه نحو دولة عالمية واحدة تباركها يد الله ويرعاها رضاه).