للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والكتاب مثل واضح لما يجب أن تكون عليه العلاقة بين الفكر والضمير والسلطة حتى يكون (فن الحكم) - وهو اعظم فنون الحياة - قد استكمل أدواته في نفوس الحاكمين والمحكومين

والعلاقة بين الفكر والسلطة هي مشكلة الحضارة في هذا العصر، إذ أن المفكرين المؤمنين العالمين بسير الحياة بالأحياء والساكنين في قمة العلم والخلق لا يزالون بمعزل عن حكم الناس، قد تركوهم للسياسيين المحترفين والسماسرة والدجالين واللاعبين بالشعوب المنقطعين عن العلم والخلق، ولا هم لهم إلا الثروة المادية والبطش والخيلاء والغلبة على الأعداء. . .

والذين يعرفون المؤلف يشهدون في إجماع أنه من نوابغ المفكرين المؤمنين السياسيين العمليين والآملين في آن واحد. ولذلك وفق غاية التوفيق في أن يكون كتابه كتاب تربية وتهذيب ودين وسياسة وإصلاح اجتماعي، وفقه في العلاقات الدولية، ومعالجة أسباب المشكلات العالمية، ووضع نظام عالمي جديد.

فهو كتاب من الكتب المتفردة التي يخرجها عمالقة الفكر والخلق الذين يلتقي فيهم العقل والقلب ذلك اللقاء المنشود المحبب الجميل، ليفرقوا بها أمراً حكيماً من أمور باطلة، يضعونه على طريق الإنسانية في مرحلة من مراحل تاريخها، فيكون مناراً يضئ مسالك الخطى حين تختلط الطرق وتضل الاتجاهات ويحتاج الناس إلى صوت يقول لهم: من هنا الطريق. . .

المدخل

ودعونا الآن نلج إلى الكتاب من أبوابه الستة ذات الفصول الثلاثين لنتعرف إلى أمهات مسائله في إلمامه خاطفة ونظرة عابرة إن فاتها التعرف إلى الدقائق فلن يفوتها التعرف إلى الجلائل:

الكتاب كما يتضح من عنوانه (بحث في رسالة الله الواحدة الخالدة على مدى الزمن، واقتباس من هداها في الاجتماع والسياسة والحرب والسلم والعلاقات الدولية، لإزالة الاضطراب العالمي وإمداد الحضارة بسند روحي في إقامة نظام عالمي جديد) وقد أوضح

<<  <  ج:
ص:  >  >>