قال:(إنني كنت أفعل لأني لا أريد أن أرى صواحب بناتي ولا تلك الضجة التي تحول بيني وبينك)
فقالت:(وكيف لا تسر عندما أكلمك عن بناتنا؟)
قال:(كيف عرفت ذلك؟)
فقالت:(إنك خير من يقوم بواجبات الأب. ولكني عرفت ذلك من ملاحظتي ما يبدو على وجهك أثناء الحديث عنهن. وفي يوم الأربعاء الماضي أردت أن أمتحن شعورك وكان الخطاب بنت عمي قد وصل إلى. ولكنني لم أعره عناية. وقد جربتك بالتكلم عنه وقلت في نفسي إنك إذا سمحت بذهابي فإن ذلك سيسحق قلبي. وأنا لم أكن أريد الذهاب إلى بنت عمي)
فقطب حاجبيه وقال:(إنك تذكرت عزة نفسك ولم تتذكري عزة نفسي! وقولك دلني على أنك تريدين الذهاب. وقد كنت في غيابك تعسا للغاية) ثم وقف فجأة وقال: (لقد كنا مغفلين)
وتناول كفها بين كفيه وقال:(أظنني وجدت نفسك بعد هذه السنوات ولن أتركك تفلتين بعد الآن).
فقالت هامسة:(إنني أحبك كما لم أحب أحدا في الوجود)
ثم وضع ثغره فوق شعرها الناعم اللامع وقال:(لك أن تتكلمي عن بناتنا الآن فما دمت أنك كنت تتخذينهن ساترا بيني وبينك. فإني لا أغار منهن).