وظللت شهرين إلى جوارها وهي تعتبرني أخلص المحبين وأكثرهم سحراً. . ورأيتها تضع العلبة في مكان أعدته لها لتتعبد إلى جوارها صباح ومساء. .
وما أن جاء الصيف حتى انتابها شوق إلى رؤية مكان الجريمة وألحت على والدها بشدة دون أن تطلعه على السبب الحقيقي كي يصحبها إلى كولونيا. . وقد أخفوا جميعاً عني سر هذه الرحلة.
وأظنك تعلم يا سيدي أني لم أشاهد في حياتي كنيسة كولونيا من الداخل. . وأني لا أعلم ما إذا كانت هناك حقاً غرفة لقديسات أم لا. .
وبعد أسبوع تلقيت ستة سطور من جلبرت تفسخ فيها الخطبة وخطاباً من أبيها يشرح لي السبب في الفسخ. . لقد ذهبا إلى الكنيسة ودخلا غرفة القديسات وسألت الحارس عما إذا كانت قد وقعت سرقة من الغرفة في يوم ما. فضحك وبين لها استحالة السرقة. .
لقد اعتبرتني غير جدير بحبها منذ اتضح لها أنني لم أسرق من هذا المكان الطاهر، وأن يدي الدنسة لم تتسلل إلى العظام المقدسة.
ومنعتني من دخول منزلها برغم توسلاتي الحارة.
أتضرع إليك يا سيدي القسيس أن تتوسط في الأمر وأن تشفع لي عندها. . ولك مني أخلص الود.