وتظاهرت بأني قد نسيت طلبها ولكنها رفضت أن تصدق. . وتوسلت إلي أن أريها ما أحضرته لها. . وأخيراً أظهرت لها العلبة وبداخلها عظمة صغيرة فكادت تجن من الفرح. .
- عظمة لإحدى القديسات!!
ورأيتها تقبل العلبة في خشوع. .
بدأ ضميري يوبخني على الخدعة التي ارتكبتها وسألتني فجأة:
- هل أنت واثق من أنها إحدى القديسات؟
- كل الثقة. .
- وما دليلك على هذا؟
وشعرت بحرج الموقف. . فإن أخبرتها أني اشتريتها من بائع متجول فقد ضاع كل شيء. . فماذا أقول؟ وطافت بعقلي فكرة جنونية فقلت لها في صوت منخفض غامض:
- لقد سرقتها من أجلك. .
ورأيتها تحدق بعينيها الواسعتين:
- ماذا؟ سرقتها؟ من أين!
- من الكنيسة. . ومن المكان الخاص بآثار القديسات. وأخذ قلبي يدق بشدة، ورأيتها تكاد أن يغمى عليها من الفرح وتمتمت: وسرقتها من أجلي؟ قص علي القصة كلها. . وهكذا لم أستطع التراجع. . فقصصت عليها قصة من مخيلتي سارداً فيها أدق التفاصيل. وقلت إنني رشوت الحارس بمائة فرنك لكي يسمح لي بالدخول وحدي. . وإن العمال الذين كانوا يصلحون المكان خرجوا لتناول الغداء ففتحت أحد الصناديق وسرقت عظمة صغيرة ثم أقفلت الصندوق ثانية وذهبت إلى الصائغ فصنعت له علبة من الفضة.
ورأيتها تستمع إلي في ذهول وسعادة ثم سمعتها تتمتم: ما أعظم حبي لك! وغاصت بين ذراعي. .
لتلق بالك إلى هذا يا سعادة القسيس. . لقد سرقت وانتهكت حرمة الكنيسة وغرفة القديسات وسرقت آثاراً مقدسة. . وبسبب ذلك تحبني وتعتبرني مخلصاً كاملاً عظيماً!