للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي الليل ارتد إلى القارب على غير هدى، فوجد على الفراش سوارا، فقبض عليه إلى قلبه حتى أدماه، وانبطح على الوشاح الأزرق المتكوم في الزاوية فأخفى وجهه بين طياته وأراد أن يجتر من نعومة جريره، وشذا عبيره ذكرى جسد حي حبيب. . .

وترنح الليل في صمت ثقيل راجف، واختفى القمر وراء الأشجار، ووقف فاجارسن مادا ذراعيه إلى الغاب مناديا: (تعالى إلى غرامي! تعالى إلى!)

وانبعثت من الظلام فجأة شبح وقف على شفير الماء. (تعالى إلى يا غرامي! تعالى إلى!)

(لقد جئت يا حبيبي، ولم تستطيع يداك العزيزتان إزهاق روحي، قدر على أن أعيش)

وجاءت شياما. . . ووقفت بازاء الشاب فنظر في وجهها، وتقدم خطوة ليضمها بين ذراعيه. ثم قذفها بكلتا يديه وصاح

(لماذا؟ آه! لماذا عدت؟)

وأغمض عينيه، وأشاح بوجهه، وقال

(أذهبي. . . أذهبي. . . دعيني)

ووقفت المرأة لحظة، ثم ركعت عند قدميه وانحنت كثيراً. وهبت ويممت نحو الشط وغابت في ظلام الغاب كحلم انبعث من نوم. وجلسفاجارسن في القارب صامتاً وحده، وقلبه يدمى

ش. ع

<<  <  ج:
ص:  >  >>