للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على أنه يظهر أن الباحث أُخِذ بجدة الموضوع فلم يتعمق في البحث، آية ذلك أنه يقول: (إن لغة التعليم عندهم هي التركية وحروف هجائهم هي الحروف (اللاتينية - التركية) التي وضعت وشاعت بأمر أتاتورك) - ص٢٤ - وهو بهذا يستدل على أنهم صرفوا هواهم عن روسية الجنوبية (؟) إلى أنقرة - ص٢٣ - ولكن لتصح له الدعوى حتى يصح له الاستنتاج، والدعوى لا بد لصحتها من التثبت من أن حروف الهجاء التي يتخذونها هي الحروف (التركية - اللاتينية) التي أخذ بها الأتراك في تركيا الكمالية، وليست الحروف (التركية - اللاتينية) التي توافق عليها أتراك آسيا الوسطى والقوقاز والأورال في مؤتمر تفليس عام ١٩٢٥: (أنظر في - باب التعليم الوطني -). ذلك أن هنالك بعض الفروق الطفيفة بين أحرف الهجاء اللاتينية، كما هي عند أتراك الجمهورية التركية وأتراك الاتحاد السوفيتي، وهذا الفرق يظهر واضحاً في بعض الحروف التي تدل على حركات معينة، وفي إمكان الباحث بمراجعة هذه الفروق أن يدلي برأي نهائي في الموضوع.

على أنه بعد ذلك في هذا الفصل استطلاعات اجتماعية قيمة تسبغ على البحث أهمية لا تنال مها هذه الملاحظات

والمبحث الثاني عن (مكارم الأخلاق) وهي محاضرة في الأصل ألقاها الدكتور بشر فارس عام ١٩٣٥ في مؤتمر المستشرقين بروما باللغة الفرنسية ونشرها بمجلة الأكاديمية الوطنية للعلوم في روما. وقد قام بترجمتها والتوسع فيها بعض الشيء في الأصل العربي، والبحث في العموم دقيق في أصوله، ضارب إلى التثبت العلمي في تفاصيله، وكان بودنا أن نناقش الباحث آراءه التي أتى بها في الموضوع ولكن المصادر أعوزتنا. لهذا صرفنا النظر عن مناقشتها. على أنه يظهر أن الباحث وفيَ الموضوع حقه من التحقيق والفحص العلمي.

(البقية في العدد القادم)

إسماعيل أحمد أدهم

<<  <  ج:
ص:  >  >>