وهنا أيضاً أخرج حسن أفندي قطعة من فئة الخمسة قروش وألقى بها على المنضدة قائلا. .
- هذه لك إن غلبتني. .
وكما يحلو للقط أن يعاكس الفأر قبل أن يقتله فقد حلا لسعد أفندي أن يسخر من صديقه قبل أن ينتصر عليه، فكان يتغاضى عن الخطط الحاسمة في اللعب ويعمد إلى التردد والحيرة حتى يبدو كمن اختلط عليه الأمر، حتى إذا اطمأن حسن أفندي إلى نفسه فاجأه بقتل قطعة من قطعه
ومضت الدقائق بعد ذلك تنعى القطع الغالية إلى حسن أفندي، فكان ذلك يثير الحماس في صدره ويثير في نفس الوقت مشاعر القلق والضيق في فؤاده. .
وكان لا بد لعقله أن يتدخل هنا أيضاً لينقذ أعصابه من قبضة التوتر والألم.
ماذا لو غلبه سعد أفندي؟ إنه حين ينتصر عليه وهو محتشد للعب أحسن بكثير مما لو انتصر هو وسعد أفندي غير مكترث! ثم ماذا تكون الخمسة قروش بجانب ذلك الحماس الذي كان يحسه أثناء اللعب؟ بجانب ذلك الحماس الذي أزاح عن صدره مشاعر الجمود والركود؟ حسبه إذن تلك اللحظات الزاخرة بالانفعالات بل بالحياة. .!
وانتهى الدور بانتصار سعد أفندي الذي أخذ القطعة الفضية بدوره ووضعها أمام زميله قائلا:
وهذه لك أيضاً! ولكن حسن أفندي أعادها إليه من جديد في إصرار وعزم وهتف قائلا: