بافتتاحياته الممتعة التي تعتبر مثالاً عالياً في حسن الأسلوب وفي تخير الموضوع ودقة التعبير عن الفكرة؛ وقد تابعوه سبع سنين ينتظرون بلهف ما تدبجه براعته سواء في الأدب أو في النقد أو في السياسة أو في الاجتماع أو في تحليل الشخصيات، فيكون على الدوام عند حسن عقيدتهم فيه؛ براعة تفكير، ومتانة أسلوب، وسرعة نفاذ إلى القلوب
وقد تخير الأستاذ الزيات فصولاً مما كتبه للرسالة في ست سنين وجمعها بين دفتي كتاب واحد سماه (وحي الرسالة) وأصدر المجلد الأول منه في هذا الأسبوع في طبع أنيق وورق مصقول، فجاءت هذه الفصول كما قال في مقدمتها: متسمة بالصدق وإن كتبت عفو الخاطر ومجاراة المناسبة
ولاشك أننا في غنى عن أن نقدم (وحي الرسالة) إلى القراء فالأستاذ الزيات في غنى عن كل تقريظ وإنما يقرظه أدبه وأسلوبه وسعة اطلاعه؛ ويكفي أن نقول أن كل قارئ مثقف لا غنى له عن مطالعة هذه الفصول الممتعة مما كتبه الأستاذ الزيات