للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

المتواترة، وذلك لأن الزيات يعرف كيف يستخرج المخبآت وينقب عن الدقائق. وهو إلى هذا التضلع من أساليب القدماء يكره التشدد والتنطع، حتى أنك تراه يستعمل اللفظة الأعجمية على وجهها إذا تطلبها السياق. من ذلك لفظة (الإيديال) ص٤٦ و (المثل الأعلى) و (التاكسي) ص٤٦٨ و (الفترينات والصالات) ص٤٧٩. واكبر الظن أنه يرقب من مجمع اللغة العربية أن يعالج مثل هذه الألفاظ، وإني لأخشى أن تطول رقابته.

إن (وحي الرسالة) مجموعة مختارة مما سطره الأستاذ الزيات في مجلة (الرسالة)، وهذه المجلة تستقبل سنتها الثامنة. و (الرسالة) في صدارة المجلات العربية لهذا العهد. ومما تمتاز به أنها معترك الحركة الأدبية: من وجه تسجل مجرى الأدب، ومن وجه تعرض المستحدث منه، فخطتها الركز والوثب معاً. ومن هنا ما فيها من التلون. وآفة المجلات أن يركد ماء وجهها. فمن وراء ذلك الشحوب فالزوال. ويعين على ذلك التلون أن أقلام كتاب الرسالة متغايرة في التثقف والمضاء، وإن فيها أبواباً ساكنة وأخرى مائجة. وربما وضعت هذه الأشياء مواضعها في بلد يكثر فيه الاضطراب ويصول الهوى

بشر فارس

وقالت زميلتنا الدستور:

الأستاذ أحمد حسن الزيات كاتب تسمو عبارته على النقد، ويرتفع سياقه إلى مرتبة الإعجاز، وتتصل بلاغته بالقلوب لدقته ورصانة نسجه وسمة الصدق المتجلية في عبارته. وقد أصدر حضرته مجلة (الرسالة) منذ سبع سنوات؛ وألف أن يصدرها كل أسبوع بمقالة من وحي خاطره وفيض بيانه، حتى اجتمعت له باقة من هذه المقالات متخيرة الألفاظ متسامية الطراز، تتيه ببراعة أسلوبها دولة الكتاب وترنو إلى إعجازها أعين الأدباء.

وسنعود إلى عرض بيان الأستاذ الزيات في صفحة الدستور الأدبية المقبلة.

وقد احسن الأستاذ الزيات إذ جمعها في كتاب سماه (وحي الرسالة) ونشره في مطلع العام الجديد مورداً عذباً للأدب والأدباء ومشرعاً سائغاً لطلاب اللذة والمتاع الروحي والفائدة في كل باب. . .

وقالت زميلتنا البلاغ:

يطالع الكاتب الكبير الأستاذ أحمد حسن الزيات قراءه العديدين في مجلته (الرسالة)

<<  <  ج:
ص:  >  >>