- يكفي هذا المقدار من هذا الثدي، خذ الآخر الآن وتناول الثدي الآخر بإذعان وطاعة وخضوع. ووضعت المرأة يديها على الشاب، وأخذت ترسل أنفاسها، بهدوء نفس، وانشراح صدر، وهي تنشق عبير الورود والأزهار الممتزج بنسمات الهواء الرقيقة التي كانت حركات القطار تقذف بها إلى العربات. وقالت على حين غرة:
- أعتقد أنه يكفي هذا المقدار الذي ارتضعته
فلم يحر الشاب جواباً، وأستمر يحسو من هذا النبع الذي لا ينضب، مسبلاً جفنيه، كي يشعر بلذة أكبر، وسعادة أعظم
ولكنها أبعدته برفق وهي تقول:
- كفى. . . كفى. . . أشعر بتحسن شديد. إن صنيعك يا سيدي قد أعاد روحي إلى الجسد، وبعثني بعثاً جديداً
وأنتصب الفتى واقفاً، وهو يمسح شفتيه بظاهر كفه. فقالت له المرأة حينذاك، وهي تدخل في ثوبها، ثدييها الكبيرين اللذين ينفخان صدرها:
- حقاً لقد أسديت إلي يا سيدي يداً لن أنساها، أنني أشكر لك هذه المنة، وأحفظ لك هذا الفضل
فأجابها الشاب بغنة فيها امتنان وشكر وعرفان للجميل:
- ولكن عفوك يا سيدتي وغفرانك!. . . أنا الذي يجب علي أن أشكرك من صميم الفؤاد، وسويداء القلب. لقد انقضى علي يومان، يا سيدتي، لم أطعم خلالها شيئاً. . .