للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٤ - ويتصل بهذه الملاحظة عدم ذكر المراجع في كثير من أبحاث الكتاب وخاصة عند دراسة الموضوعات المهمة كنظم الدولة المراكشية قبل الحماية، وخلع السلطان عبد العزيز لتفريطه في حقوق الأمة، وتولية السلطان عبد الحفيظ بعد أن أقسم اليمين على احترام شروط البيعة. كما يتصل بذلك أيضاً كثرة العناوين التي هي أجدر بالتهريج الصحفي منها بكتاب علمي، وركاكة الأسلوب الذي ترجمت به النصوص الفرنسية.

٥ - ولعل أخطر ملاحظة هي أن الكتاب لم يتعرض لموقف إسبانيا مطلقا. مع أن المعروف أن مراكش تقع تحت النفوذين الفرنسي والأسباني. وأن إسبانيا شريكة لفرنسا بموافقتها على معاهدة الحماية، واحتلالها الجزء الشمالي من مراكش بمقتضى هذه المعاهدة نفسها. والذين يعرفون الموقف السياسي للأستاذ المكي يدركون سبب هذا النقص الخطير في الكتاب.

٦ - وفي الكتاب نزعة حزبية ظاهرة، فقد نشر سنة ١٩٤٦، وفي يناير سنة ١٩٤٤ وقعت أخطر حركة سياسية وطنية في مراكش ضد الحماية الفرنسية؛ فقد اتحدت جميع الأحزاب والهيئات الوطنية في منطقة النفوذ الفرنسي تحت اسم جديد هو (حزب الاستقلال) ووضع الحزب وثيقة طالب فيها باستقلال مراكش وإنهاء عهد الحماية. وبذلك وضعت مراكش أول حجر في صرح الاستقلال ومرت البلاد بأخطر تجربة في تاريخها الحديث. ومع ذلك لم يتحدث الكتاب عن هذا الدور من (موقف الأمة المغربية من الحماية الفرنسية) إلا في سطر أو سطرين. وتلك ظاهرة غريبة تمليها حزبية عمياء كنت أرجو أن يبرأ منها كتاب ينشر عن القضية المراكشية.

عبد الكريم غلاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>