للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تلك صورة مختصرة لأبحاث الكتاب التي اشترك فيها كل من الأستاذين المكي والوزاني، وقد اعتمد الكاتبان في عرضهما لسياسة الحماية الفرنسية على كتب وتصريحات لكبار الفرنسيين الذين درسوا موضوع الحماية درسا قانونيا وواقعيا. وبذلك اشتمل الكتاب على نصوص كثيرة - تنشر لأول مرة في اللغة العربية - وتؤيد وجهة النظر المراكشية في اعتداء الحماية على وضعية البلاد التي اعترف بها في معاهدة الجزيرة سنة ١٩٠٦ وهي الاستقلال التام. كما اعتمد الكاتبان على هذه النصوص في بيان أن معاهدة الحماية مخالفة للقانون الدولي، وللمعاهدات التي عقدت بين الدول المراكشية المستقلة والدول الأجنبية التي منها فرنسا. وقد بينا أيضاً - معتمدين على هذه النصوص - أن تطبيق معاهدة الحماية كان مخالفا لنصوص المعاهدة نفسها، بل للحماية كما يعرفها القانون الدولي. وفي الكتاب كذلك نصوص قيمة في تحليل معاهدة الحماية، وبيان ما تشتمل عليه من غموض وتناقض ومغالطات.

غير أن إعجابنا بالكتاب لا يمنعنا من أن نلاحظ عليه بعض الملاحظات نلخصها في النقط الآتية:

١ - من الخلاصة التي عرضتها في هذه الكلمة نلاحظ أن العنوان لا يطابق موضوع الكتاب. فلن تجد فيه شرحا لمراحل الجهاد المراكشي ضد الحماية الفرنسية. وإذا استثنينا الصفحات القليلة التي كتبت عن موقف السلطان عبد الحفيظ من الحماية الفرنسية، فلا نجد ذكرا لموقف الأمة المراكشية من هذه الحماية.

٢ - في الكتاب نصوص كثيرة وخاصة في بحث الأستاذ الوزاني؛ ولكن الكتاب لم يستطع أن يستفيد من هذه النصوص القيمة، بل حشدها حشدا كان يكتفي به أحيانا عن التعليق أو الاستنتاج.

٣ - وفي الكتاب خلط غريب يذهب بقيمته العلمية، فالظاهرة العامة الواضحة في الكتاب هي عدم التنظيم، ووضع الكتاب في وضعه الحالي لم يكن مستندا إلى المنطق، ولا إلى ترتيب تاريخي. ولعل هذا هو ما جعل الموضوع الواحد يتكرر في الكتاب عدة مرات، وجعل الكتاب يتناول موضوعا واحدا في صفحات متفرقة تفصل بينها مباحث أخرى، كما نرى في (تحليل معاهدة الحماية) فقد تناوله الكاتب في الصفحات ٦٩، ٧٨، ٨٤.

<<  <  ج:
ص:  >  >>