لذلك كان من عجائب هذا الكتاب أن نرى واحداً منا يحشد كل هذه المسائل في كتابه ويتناولها بالبحث والتدقيق والملاحظة على هذا النحو البديع الذي تناولها به الدكتور حافظ عفيفي باشا في كتابه. . .
والحقيقة أن قارئ هذا الكتاب ليجد فيه أشياء كثيرة تدعوه إلى العجب والإعجاب، وأشياء أخرى جديرة بأن تحمله على الفكر وإنعام النظر إلى مدى بعيد. . .
ومن يدري؟ فقد يكون مما يتحدث به التاريخ غداً حين يذكر هذه الفترة في الحياة المصرية، أن كتاباً ألفه الدكتور حافظ عفيفي باشا، كان هو الإرهاص الأول لنهضة الإصلاح في مصر المستقلة؛ ورب كتاب ألفه مؤلفه لغير التاريخ فكان هو نفسه فصلا من فصول التاريخ. . .