وأخرج هرمان من حافظته عدداً من أوراق البنكوت سلمها لمحدثه ثم بدأ اللعب فكشف الورقة التي بيده وكانت الرابحة. سرت موجة من الدهشة بين الحاضرين وتسلم هرمان ما ربح ثم أنصرف تاركاً الخاسرين فريسة الذهول، وفي الليلة التالية عاد إلى اللعب والتأم الجمع حول المائدة الخضراء فقامر الضابط كالليلة السابقة وما أن كشفت الورقة التي بيده وكانت السبعة حتى تبين أنها الرابحة. . . ومرة أخرى جمع أرباحه ولم ينس أن يحيي الحاضرين عند خروجه بانحناءة وابتسامة. ظهر هرمان في الليلة الثالثة والأخيرة، وازدحم حول المائدة أفواج من المتفرجين واللاعبين وقد أشتد بهم الحماس والتشوق ثم بدأ اللعب. . . فأخذ هرمان (الآس) واستعد الكل للحظة الفاصلة فخيم الصمت على أرجاء القاعة. . . ثم أخذ الرئيس الورق بيد مضطربة ودار اللعب برهة ثم تبين أن الورقة الرابحة هي الآس وإذ ذاك كشف هرمان ورقته وهو يكاد يفقد عقله من الفرح والغبطة. . . ولكنه وجدها (دام)(سباتي). . . اشتد به الذهول وزاغت عيناه وتصلبت أطرافه وهو يحدق في الورقة إذ خيل إليه أن (الدام) تفتح عينيها وتغمضها بينما ارتسمت على شفتيها ابتسامة هازئة. . . شعر بالرعب يلجم لسانه فقد كانت (الدام) شديدة الشبه بالكونتس.
- ٦ -
وبعد يومين كان زائر مستشفى أبو كوف يقع نظره في إحدى الحجرات على رجل فاقد العقل والشعور، لا يجيب عما يوجه إليه من أسئلة وإنما يظل يتمتم بصوت خافت:(ثلاثة. . . سبعة. . . آس)