للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فأنتفض الفتى، وقال - أتريدين الصلاة؟!.

قالت - اجل. . . لخمس دقائق فقط. . . انتظرني عند باب الكنيسة، كما انتظرتني عند باب الفندق.

مضت خمس دقائق، فصارت عشرا، وخمس عشرة. . . فانزعج الفتى ودخل الكنيسة فرأى في طرفها الأيمن جماعة من النسوة الضالات، والرجال الضالين، وأمامهم قسيس يتلو عليهم فقرات من الإصحاح الرابع لرسالة يعقوب فيقول:

(أيها الزناة والزواني!. . . أما تعلمون إن محبة العالم عداوة الله. . . قاوموا إبليس فيهرب منكم. . . اقتربوا إلى الله فيقترب إليكم. . . نقُّوا أيديكم أيها الخطاة، وطهروا قلوبكم يا ذوي الرأيين، اكتئبوا ونوحوا وابكوا. . . ليتحول ضحككم إلى نواح، وفرحكم إلى غم. . . اتضعوا قدام الرب فيرفعكم).

أندس الفتى بين هذا الرهط من الناس باحثا عن فتاته، إلا انه لم ير لها أثرا. . . ثم أجال نظره في أرجاء الكنيسة، فلمح أن لها بابا اخر، فأشتبه بأن الفتاة أخطأت المخرج، فلحق بها. . . وإذ بلغ الباب وجده قسيسا يحاول إغلاقه فاستوقفه بلطف وقال له: عم مساء أيها الأب!

عم مساء يا بني.

أبانا. . . ألم تر فتاة خرجت من هذا الباب قبل دقائق معدودات. . . وهي تلبس قبعة قش واسعة الأطراف، مطوقة بشريط اخضر ينتهي بباقة صغيرة من الورد؟. . .

فأشاح القس بوجهه عن الفتى، وقطب حاجبيه. . . ثم قال:

أهذا أنت؟. . . اذهب في سبيلك يا بني. . . ولا تسخر نفسك لتجارب الشيطان. . . اجل. . . رايتها، واعترفت!. . . واغلق باب الكنيسة في وجهه. . .

نجاتي صدقي

<<  <  ج:
ص:  >  >>